ارسطو وبذور الفكر الاقتصادى

الفكر الاقتصادى لارسطو الفيلسوف والغرض من التعرف على فكر العلماء قديما فى العصر اليونانى وغيره هو التعرف على اهم العلماء الاقتصاديين المسلمين وكيف كان لهم ذلك التاثير الواسع ليس فقط فى مجتمعهم ولكن فى مجتمعات اخرى تختلف ظروفها البيئية والثقافية عن ذلك المجتمع وسوف يتم التعرف على ذلك الفكر فى مقا لات قادمة باذن الله تعالى.

يتميز ارسطو عن غيره من مفكري العصور القديمة بأنه حاول تحليل بعض المشكلات والظواهر الاقتصاديّة، ولذلك يعدّ من القدماء الذين وضعوا ما يمكن تسميته (بذور نظرية اقتصادية) تقوم على تحليل الظواهر والمشكلات، وقد وردت معظم أفكاره في كتابيه: "الأخلاق"، و"السياسة". وانتقد الأفكار التي تنادي بإلغاء الملكية الخاصة وإنشاء نظام جماعي؛ لأن النظام الجماعي يؤدي إلى منازعات سوف تقضي على النظام، ولذلك يفضل الملكية الخاصة؛ لأن كل فرد يسعى لتنمية ملكيته، فيزيد الإنتاج، ولكن يجب إدخال اعتبارات الأخلاق. وقد فرَّق أرسطو بين نوعين من القيمة يكونان لكل سلعة من السلع، وهما: قيمة الاستعمال, وقيمة المبادلة، فالحذاء -مثلاً- تكون له قيمة استعمال تنتج عن عملية لبسه وتكون له قيمة مبادلة تمثل ما نحصل عليه من سلع في السوق نتيجة لمبادلة الحذاء بغيره من السلع.

كذلك عرَّف أرسطو الاحتكار بالتعريف الذي ما زال مستخدماً في الوقت الحاضر, وهو: "موقف أو انفراد بائع وحيد ببيع سلعة في السوق"، وقرَّر بأن الاحتكار غير عادل؛ لأنه يقوم على الاستغلال، ويؤخذ من ذلك أنه كان يدافع عن فكرة السوق التنافسية. وتكلم عن النقود وأوضح أنها نشأت للتغلب على صعوبات المقايضة، كما بَيَّنَ أنها وسيلة للتبادل, ومعيار للقيم, ومخزن للقوة الشرائية. وبالإضافة إلى ذلك فقد رأى أنّ النقود لا بد أن تكون لها قيمة مبادلة (ذاتية) أو منفعة ذاتية على عكس ما كان يرى أفلاطون بأن تكون النقود صورية. وقد عدَّ أرسطو كل فائدة تُدفعُ على إقراض النقود ربا (Usury), وكان يرى بأن النقود عقيمة بمعنى: أنها لا تنمو وحدها: فالنقود لا تلد النقود.

نلاحظ ان الشغل الشاغل لدى ارسطو هو الاهتمام بالجانب الاخلاقى فانتقد من نادى بالغاء الملكية الخاصة لان النظام الجماعى يؤدى الى منازعات كذلك اعتبر ان الاحتكارغير عادل كما انه اقتصاديا به اضرار كثيره حيث لا يهتم المحتكر كثيرا بتحسين سلعته ونلاحظ ان بذور ارسطو الاقتصادية ارتوت عبر حقب التاريخ المختلفة حيث نجد الان نظريات فى الاحتكار والقيمة والملكية فكان حقا علينا التعرض لهذة البذور.

محمود خير الدين

  باحث اقتصادى اول ببنك فيصل الاسلامى

   القاهرة

28 /4/2012